والثاني: لَفْظيّ، وهُو أنّ "فَعيلًا" المحَوّل عن مفْعُول يَسْتَوي فيه المذَكّر والمؤَنّث، فيُقَال: "طَرفٌ كَحِيل" و"عَين ٌكَحِيل"، ولا يُقَال إذَا لم يحَوّل إلّا: "عَينٌ مَكْحُولَة". (?)
وأمّا قَول طفيل:
إِذْ هِيَ أحْوَى مِن الرِّبِعيِّ حَاجِبُهَا ... وَالعَيْنُ بالإثْمِدِ الحَارِيّ مَكْحُول (?)
فقيل: إنه لأجْل الضّرورة حمل "العَين" على "الطرف".
وقيل: الأصْلُ "حَاجِبها مَكْحُول" مُبتدأ وخَبر، و"العَين" كَذلك، ثم اعترض بالجُمْلَة الثّانية، وحُذف الخبر. (?)
قُلتُ: البيتُ لـ"طفيل الغنوي"، أنشَدَه سيبويه شَاهِدًا على مَا تقَدّم مِن تذْكير "مَكْحُول". (?)
وقيل: التقدير: "حَاجِبها مَكْحُولٌ بالإِثمد، والعَينُ كَذلك"؛ فَلا يكُونُ فيه ضَرورة. وإنّما حملَه سيبويه على "العَين" لقُرْب [جَوَابه] (?) منها. (?)