"إلى" بمعنى "اللام"، كقوله تعالى: {وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ} [النمل: 33] أي: "لكِ"، وكذلك قولهم: "أحمد اللَّه إليكَ"، أي: "أُنْهِي حمدَه إليك". (?) ويصح هذا هنا، أي: "صدقة أنهي إخلاصها للَّه"، أي: "لثوابه وقبوله لها".

قوله: "فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أمسِك عليك بعض مالك": جملة معمولة للقول، و"عليك" يتعلّق بـ "أمسِك" لأنه بمعنى: "احفظ".

و"بعض" تقدم الكلام عليها، وهي من الأسماء التي لا تثنى؛ لأنه لو ضم البعض إلى بعض آخر لكانا: "بعضا"، وهو على ذلك واحِد أبعاضه، وقد "بعَّضتُه"، "تبعيضًا"، أي: "جزَّأْته"، "فتبعَّض" (?).

و"مالِكَ": مضاف إليه. وتصغير "مال": "مُوَيْل". قال في "الصحاح": والعامة تقول: "مُوَيِّل" بالتشديد، ويقال: "رجلٌ مالٌ"، أي: "كثير المال"، ويقال: "مال الرجل"، "يمول" و"يمال"، "مَوْلًا" و"مَؤُولًا" إذا "صار ذا مال" (?).

قوله: "فهو [خير] (?) لك": "الفاء" جواب شرط مقدّر، أي: "إن تُمسكْ فهو خيرٌ لك"، وقيل: جواب الأمر. و"خيرٌ" أفعل التفضيل، و"لك" يتعلق به أو بصفة له، وصلة "أفعل" محذوفة، أي: "فهو خير لك من صدقتك بمالك كله". وتقدم الكلام على "خير" في الثامن من "باب الجنابة". و"هو" ضمير يعود على الإمساك المفهوم من الفعل.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015