قال السّهيلي في "الروض الأنف": إنما مثّل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بهم قصاصًا. وأمّا كونه -صلى اللَّه عليه وسلم- تركهم يستسقون فلا يسقون: فلأنهم عطّشوا بيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- تلك الليلة؛ قيل: لما بقي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بلا لبن وأهل بيته قال: "اللهم عطّش مَن عطّش أهل بيت نبيك" (?). قال: ووقع هذا في شرح ابن بطال (?).

الحدِيث الثّاني:

[345]: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُمَا قَالا: إنّ رَجُلًا مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْشُدُك اللَّهَ إلَّا قَضَيْتَ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ. فَقَالَ الْخَصْمُ الآخَرُ، وَهُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ: نَعَمْ، فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَأْذَنْ لِي. فَقَالَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قُلْ". قَالَ: إنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا عَلَى هَذَا، فزَنَى بامْرَأَتِهِ، وَإِنِّي أُخْبِرْت أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ، فَافْتَدَيْت مِنْهُ بِمائَةِ شَاةٍ وَوَليدَةٍ، فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّمَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَام، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللَّهَ، الْوَليدَةُ وَالْغَنَمُ رَدٌّ عَلَيْك، وَعَلَى ابْنِك جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ، وَاغْدُ يَا أُنَيْسُ -لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ- عَلَى امْرَأَةِ هَذَا، فَإِنْ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا". قال: فَغَدَى عَلَيْهَا، فَاعْتَرَفَتْ، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَرُجِمَتْ (?).

قوله: "أنهما": يعني "أبا هريرة" و"زيد بن خالد الجهني".

وطوّل الشّيخ هنا بعبيد اللَّه [بن عبد اللَّه] (?) بن عتبة بن مسعود، ولم يجر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015