"ولي القَوم" (?).

ومنه الحديث: "من كنتُ مَوْلاه فعَليٌّ مَوْلاه" (?).

وقال الشافعي: يعني بذلك "وَلاء الإِسلام"، كقوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد: 11].

وقال عُمر لعليّ: "أَصْبَحْتَ مَوْلى كُلِّ مُؤْمِنٍ" (?)، أَي: "وَلِيَّ كلِّ مؤْمن".

وقيل: سَببُ ذلك أَنَّ أُسامةَ قال لعليّ -رضي اللَّه عنه-: "لستَ مَوْلايَ، إِنما مَوْلايَ رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-"، فقَالَ رسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مَن كَنْتُ مَوْلاهُ فعَليّ مَوْلَاه" (?).

الحديث الرّابع:

[297]: عَنْ عَائِشَةَ -رضي اللَّه عنها- أنَّهَا قالت: كَانَ فِي بَرِيرَةَ ثَلاثُ سُنَنٍ، خُيِّرَتْ عَلى زَوْجِهَا حِينَ عتقَتْ، وَأُهْدِيَ لَهَا لَحْمٌ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَالْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ، فَدَعَا بِطَعَامٍ، فَأُتِيَ بِخبْزٍ وَأدم مِنْ الْبَيْتِ. فَقال: "ألَمْ أرَ البُرْمَةً عَلَى النَّارِ فِيهَا لَحْمٌ؟ ". فَقالوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَاكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ، فَكَرِهْنَا أنْ نُطْعِمَكَ مِنْهُ. فَقالَ: "هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ وَهُوَ مِنْهَا لَنَا هَدِيَّةٌ". وَقَالَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فِيهَا: "إنَّمَا الْوَلاءُ لِمَنْ أعْتَقَ" (?).

قوله: "كان في بريرة ثلاث سُنَن": الجمْلة من "كان" واسمها وخبرها في محلّ معمُول القَول، و"قالت" في محلّ خبر "أنَّ"، وخبر "كان" في المجرور، و"ثلاث" عَدَد مُؤنّث، ولذلك سَقَطت عَلامة التأنيث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015