وقد قالوا في قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ} [الأنعام: 3]: إنَّ حرْف الجر يتعلّق بالجَلالة؛ لأنها بمَعنى "المعبود" (?).

قوله: "قال": فاعله ضمير "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".

قوله: "وهل ترك": "هل" حرفُ استفهام، وتقدّم في الرّابع من "الجنابة" ما قيل من الفرق بين "الهمزة" و"هل"، وفي السّابع من "الصيام".

و"ترك" هنا بمعنى: "خلَّى" و"طرح"، فيتعدّى لواحد، وهو هنا "مِن رِباع"؛ لأنّ "مِن" زائدة، وجاءت على القاعدة بعد معنى النفي؛ لأنّ التقدير: "ما ترك لنا عقيل رباعًا". ويكون "لنا" مُتعلقًا بصفة لـ "رباع"، تقدّمت؛ فانتصب على الحال، أو يتعلّق بـ "ترك". ولـ "ترك" معنى آخر، وهو أن يكُون بمعنى: "صيَّر"، ولا يجئ هنا إلا بتعسّف.

قوله: "ثم قال": "ثم" حرفُ عطف، وفاعل "قال": ضمير "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".

"لا يرث الكافر المسلم": هذا كالتفسير لقوله: "وهل ترك لنا عقيل بها من رباع"، أي: "لأنّه كافر ورث كافرًا"، فهو كالتعليل لما قبله.

وإنما قدّم ما كان بالتأخير أوْلى؛ لأنّ "الواو" لا ترتيب فيها (?).

وقد رأيتُ الحديث في "مُسلم" بتقديم الآخر: "لَا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ، وَلَا الكَافِر المُسْلِمَ" (?)، وقد يكُون هذا اللفظ للبخاري. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015