ومتى جعلنا الفاعل "ما" وصلتها، كان التقدير: "وقد بلغ ما تراه".
ويحتمل أن يكون الفاعل محذوفًا يدلّ عليه قوله: "من الوجع"، والتقدير: "وقد بلغ بي جهد من الوجع"، ثم حذف الموصُوف، وأقام الصّفة مقامه.
قال ابن مالك: وهذا الحذفُ يكثر قبل "من"؛ لدلالتها على التبعيض.
ومنه قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34]، أي: "ولقد جاءك نبأ من نبأ المرسلين". (?)
ويحتمل أن يكُون الفَاعل محذُوفًا معلومًا من مجيء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليعوده، والتقدير: "وقد بلغ بي ما سمعت من الوجع ما ترى"، أي: "الذي تراه".
وهذا عندي له وَجْه.
ويحتمل قوله: "وأنا ذو مال" أن يكُون في محلّ الحال من ضَمير "النبي" في "تراه"، والرابط: "واو" الحال.
ويحتمل أن يكون الحال من فاعل "اشتد".
ويحتمل أن تكون الجملة مُستأنفة، لا محلّ لها.
قوله: "أفاتصدق بثلثي مالي؟ ": "الهمزة" للاستفهام، والفعل معها مُستفهَم عنه، و"الفاء" عاطفة، وقيل: زائدة، وكان حقّها أن تتقدّم، فعارضها الاستفهام؛ لأنّ له صَدْر الكَلام. وتقدّم الكَلام على أدوات الاستفهام في الرّابع والخامس من "الجنابة".
و"بِثُلُثَيْ": يتعلّق بـ "أتصدّق".
قوله: "لا": حرفُ جَواب (?)، وهي بمعناها تسدّ مَسَدّ الجمْلة، أي: "لا