أن يكون امتناع جابر لما فهم من مزح النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- معه، وإلّا لو علم من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غرضًا جازمًا ما قال له: "لا". وتقدّم أنّ "لا" حرف جواب، وأنها تكفي عن ذكر ما يأتي بعدها (?)، فالمعنى هنا: "لا أبيعه".
قوله: "ثم قال: بعنيه": أي: "قال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-". "بعنيه" جملة معمولة للقول. ولما كرّر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الطلب خاف أن يكون ذلك لغرض فيه، فباعه منه، واستثنى حملانه. واستعمل في "أوقية" الثّانية اللغة الفصيحة.
قوله: "واستثنيتُ": معطوفٌ على "بعته". و"حملانه": مصدر: "حمل"، "حملًا" و"حملانًا"، كالغفران والشّكران.
قال ابن مالك: هذا الوزن كثير في جمع "فَعْل" كـ "ظهر" و"ظهران"، ويكثر في "فِعْل" بكسر أوله كـ "جِذْع" و"جذعان"، وفي "فَعيل" كـ "رغيف" و"رغفان".
قالوا: وفي "أفعل" نحو: "أسود" و"سودان"، و"فاعل" كـ "راكب" و"ركبان" (?).
قوله: "إِلَى أهلي": يتعلّق بـ "حملان".
قوله: "فلما بلغت": تقدّم أنّ "لما" حرف وجوب لوجوب، وقيل: ظرف بمعنى "حين"، واختار ابن مالك أنها بمعنى "إذ" (?).
قوله: "فأتيته": جوابُ "لما".
قوله: "فنقدني ثمنه": أي: "عجّل لي ثمنه".
قوله: "ثم رجعتُ إلى أهلي": يحتمل أن يكون المعنى "شرعت في الرجوع ولم ينته من الرجوع إلى أهله".