والماشيةِ؛ لأنه مُرخَّص في اتخاذه. كما خُصَّ كسبُ الحجَّام [بالكراهةِ] (?)، وقيل (?) لمن يبيع دَم ما يفصده من الحيوان لمن يستجيز أكْله من الكَفَرة (?).
فـ "ثمن الكلب" مبتدأ، ومُضاف إليه، و"خبيث" خبره.
يُقال: "خَبُثَ الرجلُ"، "خُبْثًا"، فهو "خبيثٌ"، أي: "خبٌّ رديء". و"أخبثَه غيرُه": "عَلَّمه الخُبْثَ وأفسده". و"أخبث" أيضًا "اتخذ أصحابًا خُبثاء"، فهو "خبيثٌ"، "مخْبثٌ" و"مخبثان". يُقال: "يا مخبثان". و"فلان لَخِبْثَة"، كما يقول: "لَزِنْيَة". ويُقال في النداء: "يا خُبَثُ"، كما يُقال: "يا لُكَعُ"، يُريد: "يا خبيثُ" (?).
قال الخطابي: قد يَجمعُ الكلامُ بين القرائن في اللفظ، ويُفرِّقُ بينهما في المعنى، ويُعرفُ ذلك من الأغراض والمقاصد.
فأمَّا "مهرُ البغي" و"ثمن الكلب": فيراد بالخبيث [فيها] (?) "الحرام"؛ لأنّ الكَلب [نجس] (?)، والزنا حَرام، فَبَذْلُ العِوض عليها وأخْذُه حَرامٌ.
وأمّا "كسْب الحجام": فيراد بالخبيث فيه "الكراهة"؛ لأنّ الحجامة مُباحَة.
وقد يكون الكلام في الفصل الواحد بعضه على الوجُوب، [وبعضه على الندب] (?)، وبعضه على الحقيقة، وبعضه على المجاز، ويُفرّق بينهما بدلائل الأصول، واعتبار معانيها، انتهى (?).
ولو قال: "ثمن الكلب، ومهر البغى، وكسب الحجام خبيث" أدّى المعنى،