أن"، والفعل معها مستقبل، وعلامةُ النصبِ حَذْفُ "النونِ".

قوله: "فإن صَدَقا": يعني: "البيعان في بيعهما"، أي: "في قولهما، وذَكرا عيبَ سلعتهما"، وهو بمعنى: "وبيّنا".

قوله: "بورك لهما في بيعهما": الفعل مبني لما لم يُسمَّ فاعلُه، وفعله: "بارك". وهذا الفعل من "بارك" استُعمل ماضيه ومضارعه.

وأمّا "تبارك" فإنه لا يُستعمَل إلا مع اللَّه تعالى، وذلك إذا كان بمعنى التنزيه، فإن كان بمعنى "التبرك بالشيء"، مثل: "تباركت بقدوم زيد"، "أتبارك به"؛ فإنه يجوز، وإن كان إطلاقهم يأبى ذلك (?). وقد تقدّم في الحديث الثاني من "باب التشهد".

و"بارك" لمّا بُني ضُم أوّلُه للبناء، فانقلبت "الألِفُ" واوًا؛ لأجْل الضّمة، كـ "ضارب" و"بائع".

قوله: "وإن كتما وكذبا": يُقال: "كتمتُ الشيء كتمًا وكتمانًا، وأكتمه أيضًا". وجملةُ "محقت بركة بيعهما" جواب الشّرط، وهو مبني لما لم يُسمَّ فاعله.

و"المَحْقُ": "المَحْو"، و"النقص". يُقَال: "مَحَقَهُ"، أي: "ذَهَب ببركته". و"أمحقه" لُغةٌ فيه رديئةٌ. (?)

قوله: "بركة بيعهما": "البيع" هنا المراد به المبيع من الطرفين كليهما، أو من أحدهما إن كان الكَتْمُ والكذب من جهة واحدة.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015