وقَدّر العَائد مِن البيت: "إلى حيث تحجّى المأزَمَان فيه".

وعلى هذا يُقَدّر هنا أيضًا: "من حيث أنشأ فيه"، وتكون جملة "أنشأ" صفة لـ "حيث"، لا مجرورة بالإضافة. وهذا التقدير تفرّد به هذا الشيخ، وأنكَرَه عليه غيره (?)، وقد تقَدّم أيضًا كَلام "المهدوي" واستيفاء تقريره في الحديث الأول من "استقبال القبلة".

فائدة:

" حيث" تتصل بها "مَا" الشرطية، فتعمل الجزم، وكذلك: "أين"، وكذلك "مهما"؛ لأنّ أصلها: "ما ما" شَرطية وزائدة. فـ "حيث" و"أين" لا خِلافَ في اسميتهما، وإن اتصل بهما "ما".

واختلف في "مهما"؛ فقَال السّهيلي: تكُون "مهما" اسمًا إذا عاد عليها ضَمير، نحو قوله تعالى: {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ} [الأعراف: 132]، وتكون حَرفًا إذا لم يَعُد (?)، كبيت زُهَير:

وَمَهْمَا تَكُنْ في امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ ... وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ (?)

فهي هُنا حَرْف بمنزلة "أين"، لا مَوضِع لها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015