وفَاعِلُ "وَكَفَ": ضَميرٌ يعُود على مُضَاف محذُوف، أي: "فوَكَف سقفُ المسجد أو عَريشه".

قوله: "فأبْصَرَت عَيْنَاي": "تاءُ" التأنيث تَلْحَق الفِعْلَ عَلامةً لتأنيث الفَاعِل المثنّى، كَما تَلْحَق المفْرَد، ومنه قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1]. والفَاعِلُ مُضَافٌ إلى "يَاء" المتكَلّم، وعَلَامَة رَفْعِه "الألف". (?)

قوله: "وعلى جَبْهَتِه": الجملة في محلّ الحال. و"أَثَرُ": مُبتدأ، والخبر في المجرور.

فإنْ قُلتَ: ما فائدةُ ذِكْر الماء، والطّينُ لا يكُونُ إلا ومعه الماء؟

قلتُ: يحتمل أن يُفارِق الماءُ الطّين، والطّينُ الماء، فلما صَدَق الله رُؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في عَلامة لَيْلة القَدْر بالسّجود في الماء والطين اختلط الماء بالطين في المسجد، وسجد فيه - صلى الله عليه وسلم -، وظهر أثرهما مجتمعين على وجهه - صلى الله عليه وسلم -، وثَبَت عند أصحابه - رضي الله عنهم - أنّها الليلة؛ لوجُود تلك العَلامَة ولخبره - صلى الله عليه وسلم - عنها بذلك.

قوله: "مِن صُبح إحْدى وعشرين": إنْ جَعَلنا "مِن" بمعنى "في" - كَما تقَدّم - ظَهَر المعْنى، وتكُون "صَلاة الصّبح". ويحتمل أن تكُون على بابها، وتتعلّق [بحَال] (?) من قوله: "أَثَرُ الماء"، أي: "مَوجُودًا من صُبح"؛ فتكُون "مِن" لابتداء الغَاية في الزّمان.

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015