بَاب الْأَلْفَاظ الدَّالَّة على الْعُمُوم وَالْخُصُوص
وَهِي: كل، وأجمعون، أكتعون، أبصعون، وَبَعض، وَأي.
وَمَا أبين هَذِه بقسطها من الْإِعْرَاب واللغة حَتَّى آتِي على جَمِيع ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
فَأول ذَلِك كل: وَهِي لَفْظَة صيغت للدلالة على الْإِحَاطَة وَالْجمع، كَمَا أَن كلا لَفْظَة صيغت للدلالة على التَّثْنِيَة، وَلَيْسَ كلا من لفظ كل، وسأريك ذَلِك كُله إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَبَعض: لَفْظَة صيغت للدلالة على الطَّائِفَة لَا على الْكل، فهاتان اللفظتان دالتان على معنى الْعُمُوم وَالْخُصُوص.
وكل نِهَايَة فِي الدّلَالَة على الْعُمُوم.
وَبَعض لَيست نِهَايَة فِي الدّلَالَة على الْخُصُوص.
أَلا ترى أَنَّهَا قد تقع على نصف الْكل، وعَلى ثَلَاثَة أَرْبَاعه، وعَلى معظمه وَأَكْثَره، وبالعموم فَإِنَّهَا تقع على الشَّيْء كُله مَا عدا أقل جُزْء مِنْهُ.
وَقد بعضت الشَّيْء: فرقت أجزاءه، وتبعض هُوَ.
وَيكون بعض بِمَعْنى كل، كَقَوْلِه:
(أَو يعتلق بعض النُّفُوس حمامها ... )
فالموت لَا يَأْخُذ بَعْضًا ويدع بَعْضًا.
وَمن الْعَرَب من يزِيد بَعْضًا، كَمَا يزِيد مَا، كَقَوْلِه تَعَالَى: {يصبكم بعض الَّذِي يَعدكُم} ، حَكَاهُ صَاحب الْعين، وَهَذَا خطأ لِأَن بَعْضًا