252- قوله تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [الآية: 165] .
1- قال الثعلبي: روى عبيدة بن عمرو السلماني1 عن علي قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسرى وقد أمرك أن تخيرهم بين أن يقدموا فتضرب أعناقهم، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم عشائرنا وإخواننا! لا بل نأخذ فداءهم فنتقوى به على عدونا، ويستشهد منا عدتهم، وليس في ذلك شيء نكره، فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا، عدة أسارى أهل بدر".
قال الثعالبي: فمعنى قوله على هذا التأويل {مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} أي: بأخذكم الفداء واختياركم القتل.
قلت: حديث علي هذا أخرجه الحسين بن داود المعروف بسنيد في "تفسيره" عن إسماعيل بن علية عن ابن عون وعن حجاج بن محمد عن جرير بن حازم كلاهما2 عن محمد بن سيرين عنه.
وأخرجه الطبري3 من طريق سنيد. وأصله عند الترمذي4 والنسائي5 من رواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الثوري عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين6 ولفظه: أن جبريل هبط عليه فقال له: خيرهم في أسارى بدر، القتل أو الفداء