النبي صلى الله عليه وسلم بالعقبة، ثم ساقها بطولها من السيرة النبوية.

وقد ذكر قبله الطبري1 وأخرج القصة من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق2 حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه، فذكرها، وفي أولها: إن إبتداء ذلك أن سويد بن الصامت أحد3 بني عمرو بن عوف من الأوس قدم مكة حاجا أو معتمرا فتصدى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمع منه4 فدعاه إلى الإسلام فقال: لعل الذي معك مثل الذي معي؟ فقال: "وما الذي معك"؟ قال: حكمة لقمان فعرضها عليه فقال: "إن هذا لكلام حسن ولكن معي أفضل من هذا: قرآن أنزله الله علي نورا وهدى" وتلا عليه فقال: إن هذا القول [حسن] 5 ولم يبعد من الإسلام، فانصرف إلى المدينة فلم يلبث أن قتله الخزرج قبل يوم بعاث6 وكان قومه يقولون: إنه أسلم ثم قدم7 أبو الحيسر أنس بن رافع ومعه فتية من بني عبد الأشهل من الأوس أيضا فيهم إياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على الخزرج، فأتاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- فجلس إليهم، وقال لهم: "هل لكم إلى خير مما جئتم فيه؟ " فذكر لهم أن الله أرسله وأنزل عليه الكتاب، ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن فقال: إياس بن معاذ، وكان غلاما حدثا: أي: قوم هذا والله خير مما جئتم له، فأخذ أبو الحيسر كفا من البطحاء فضرب بها وجه إياس بن معاذ وقال: دعنا عنك فلعمري لقد جئنا لغير هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015