قال الطبري1: ذكر أن هاتين الآيتين: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ} 2 وما بعدهما إلى قوله: {وَأُولَئِكَ 3 لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} 4 نزلت في رجل من اليهود حاول الإغراء5 بين الأوس والخزرج بعد الإسلام، ليراجعوا ما كانوا عليه في الجاهلية من العداوة والبغضاء، فعنفه الله تعالى بفعله ذلك، وقبح له ما فعل، ونهى عن الافتراق وأمرهم بالاجتماع.
ثم ساق6 من طريق محمد بن إسحاق7: حدثني الثقة عن زيد بن أسلم8 قال: مر شأس بن قيس وكان شيخا عظيم الكفر قد عسا9 في الجاهلية، شديد الضغن على المسلمين، والحسد لهم، بنفر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأوس والخزرج، في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه، فغاظه ما رأى من إلفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فقال: قد اجتمع ملأ ابني قيلة10 بهذه البلاد، ولا والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملأهم بها من قرار فأمر فتى