وقد كتب سبحانه وتعالى لي في مرحلة الماجستير، أن أدرس "التفسير الحديث" للأستاذ محمد عزة دَرْوَزَة وهو من المعاصرين المعمرين رحمه الله.
ورأيت في المرحلة اللاحقة أن أعود إلى الأعماق، وأن أخذم أثرًا من آثار أحد أعلام الأمة الكبار، وهو شيخ الإسلام الحافظ الناقد الجبل أبو الفضل شهاب الدين أحمد بن علي المعروف بابن حجر العسقلاني أشهر علامة في القرن التاسع الهجري، تقديرًا له وترحمًا عليه، وشكرًا لما أسداه للعلم والدين والأمة، وانتفاعًا بعلمه الواسع واطلاعه الغزير وفهمه الثاقب.
وقد وقع الاختيار على كتابه "العجاب في بيان الأسباب" لخدمته ودراسته والكشف عن منهجه وموارده وإظهاره إلى علم النور وتيسير وصول أيدي الباحثين والدارسين والمثقفين إليه بعد أن مر على تأليفه ستة قرون ظل فيها راقدًا في خزائن المخطوطات، وقد كنت في رسالتي للماجستير قلت عنه: "وليت له من يخدمه وينشره"1 فالحمد لله أن وفقني لذلك، وسهله لي.
وكنت قد تطلبت الوقوف عليه مذ رأيت ابن حجر يحيل عليه في استكمال مباحث ذكرها في كتابه "الإصابة".
والذي دعاني إلى اختياره أسباب هي:
1- أنه أوسع كتاب وقفت عليه في حشد أسباب النزول المنقول والمقولة، فأشهر كتاب وصل إلينا من القدماء، كتاب الواحدي وفيه إلى الآية "78" من سورة النساء: "155" عنوانًا، ونجد في هذا الكتاب "320" عنوانًا، وإن نوزع في قسم مما أورد.
وهو في كل هذا يسهب في إيراد الطرق المتفقة والمختلفة، مع الحكم على