وهو في تسمية الذين قال إنه نقل عنهم هذه القصة تابع للثعلبي، فإنه نسب ذلك ذهولا، ومراده أن الرواية عنهم على سبيل التوزيع عليهم، وقد نبهت على الأول1 حيث وقع غالبا.
ومحصل القول في السبب الذي حمل إبراهيم عليه السلام على السؤال خمسة أقوال:
- أحدها: أنه تيقن لكنه بالمشاهدة أراد أن يزداد يقينا.
وأخرج عبد بن حميد بن سلم بن قتيبة عن أبي هلال وعن روح عن عوف واللفظ له كلاهما عن الحسن قال: إن كان إبراهيم عليه السلام لموقنا بأن الله يحيي الموتى ولكن لا يكون الخبر عند ابن آدم كالعيان، وأن الله أمره أن يأخذ أربعة من الطير إلى آخره2.
- الثاني: أن إبليس أراد أن يشككه ففزع إلى سؤال ربه.
فأخرج أبو الشيخ في "التفسير" من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان نا أبي قال: كنت جالسا مع عكرمة عند الساحل فقال عكرمة: إن الذين يغرقون في البحر تتقسم الحيتان لحومهم فلا يبقى منهم شيء إلا العظام فتلقيها الأمواج على البر فتصير حائلة نخرة، فتمر بها الإبل فتأكلها فتبعر، ثم يجيء قوم فيأخذون ذلك البعر فيوقدون به فتخمد تلك النار فتجيء الريح فتسقي ذلك الرماد عن الأرض فإذا جاءت النفخة خرج أولئك وأهل القبور سواء، أورده الواحدي3 عقب رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم4 التي أخرجها الطبري5 قال: مر إبراهيم عليه السلام