له بعد ذلك بيسير، وفتح الله بما فتح"1 وليس له سوى شقيقة واحدة أكبر منه نشأت ومهرت في العلم وتوفيت سنة 798 وقد وصفها أخوها بقوله: أمي بعد أمي2.
وقد دخل الكُتَّاب في الخامسة، وأكمل حفظ القرآن في التاسعة، وصلى بالناس التروايح بمكة سنة 785 وله اثنتا عشرة سنة، إذ كان مجاوزًا مع وصيه زكي الدين الخروبي كبير التجار، وسمع في تلك السنة "صحيح البخاري" على مسند الحجاز عفيف الدين عبد الله النشاوري3.
3- طلبه العلم ورحلاته فيه وحجه:
في سنة 786 عاد من مكة إلى مصر، فحفظ كتبًا من مختصرات العلوم "كالعمدة والحاوي ومختصر ابن الحاجب الأصلي، والملحة للحريري وغيرها"، وعرضها -كما هي العادة- على جماعة من أئمة العصر وكتبوا له خطوطهم بذلك4.
بثم عرضت له فترة إلى سنة 790 فعاد إلى الطلب يقول السخاوي5: "واشتغل بطلب ما غلب على العادة طلبه، من أصل وفروع ولغة ونحوها، وطاف على شيوخ الدراية، لكنه كان في مدة الفترة -وهو في المكتب- وبعد ذلك حبب إليه النظر في التواريخ وأيام الناس حتى إنه كان يستأجرها ممن في عنده، فعلق بذهنه الصافي الرائق شيء كثير من أحوال الرواة، وكان
ذلك بإشارة شخص من أهل الخير سماه