وإذا كان النبي - صلى الله عليه - مع رجاحته على جميع الخلق لم يسلم على أمته [من] المستجيبين له، فضلا على جاحديه والمنكرين له، كان أبو بكر أجدر ألا يسلم من رعيته.
ولقد قام رجل إلى النبي - صلى الله عليه - فقال: والله يا محمد ما عدلت في الرعية، ولا قسمت بالسوية. وقال الله: {ومنهم من يلمزك في الصدقات} وقال: {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات}.
وقال عباس بن مرداس:
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع
فما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس من المجمع
في شعر له طويل.
وقال أبو حذيفة بن عتبة يوم بدر: يقتل أبناءنا وأعمامنا وينهانا عن عشيرته، والله لئن أدركته لألجمنه بالسيف!
وخالفوا عليه في يوم الحديبية في نحر الهدي، وحيث قالوا: "لا نعطي الدنية" مرة بعد مرة. في أمور كثيرة.
فليس في طعن الطاعن دلالة إذا كان المطعون عليه كاملا فاضلا.