فقال: "أعجز الناس من فرط في طلب الأخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم".

وقال الشاعر الحكيم:

لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ... ولكن إخوان الثقات الذخائر

الاستكثار من الأصدقاء:

متى حظي الإنسان بأصدقاء كثيرين فقد ساقت له الأقدار خيراً كثيراً، ففي الصداقة ابتهاج القلب عند لقاء الصديق، وفيها لذة روحية ولو في حال غيبة الصديق، وفيها عون على تخفيف مصائب الحياة.

وكذلك أوصى بعض الحكماء ابنه فقال: "يا بني إذا دخلت المصر، فاستكثر من الصديق أما العدو فلا يهمنك".

وقال بعض الأدباء:

ولن تنفك تُحسد أو تُعادى ... فأكثر ما استطعت من الصديق

ومبنى هذه النصيحة على أن شأن حساد الرجل وأعدائه تدبير الوسائل للكيد له، وطَرْقُ كلِّ باب يحتمل أن يكون من ورائه ما يشفي صدورهم؛ فإذا ساعده القدر على أن يُكْثِر من الأصدقاء فقد أكثر من الألسنةِ التي تدحض ما يُرمى به من المزاعم، والأيدي التي تساعده على السلامة من الأذى.

علامة الصداقة الفاضلة:

ليس من علامة الصداقة الفاضلة أن يقوم لك الرجل مُبْتَدراً، أو يلاقيك باسماً، أو يثني عليك في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015