قال الكاتب الأستاذ محمد إبراهيم الحمد:
"ومن وقع في شدّة العتاب، وإسراف في اللوم، فيحسن به إذا وقع منه ذلك أن يبادر إلى الاعتذار أو الهديّة، وإظهار الأسف والاعتراف بالخطأ، دون أن تأخذه العزّة بالإثم، فما هو إلاّ بشر، وما كان لبشر أن يدّعي أنه لم يفعل إلاّ صوابا".
ومما يعين على ترك المعاتبة، أنْ تتذكّر بأنّك ربما ألجأت الصديق إلى أنْ يواجهك بما هو شرّ مما هو فيه، فيصار لما عرّفه أبو علي اليمامي:
صار العتاب يزيدني بعدا ... ويزيد من عاتبته صدّا
فقد نقل عن أبي سليمان الداراني أنّه قال لأحمد بن أبي الحواريّ: "إذا واخَيْتَ أحداً في هذا الزمان فلا تعاتبه على ما تكرهه، فإنّك لا تأمن من أنْ يرى في جوابه ما هو شرٌّ من الأوّل"، قال: "فجرّبته فوجدته كذلك".
وتذّكر أنّ العتاب غير مأمون العاقبة، وأنّ السلامة في ترك غيرِ ما استثنيناه، وأنّه لربما استحالت الصلة هجراً وحال دون الوصل بعد ذلك الفراق، وفي ذلك