وقال غيره: كان ابن جوصا كثير الأموال، يركب البغلة، توفي في جمادى الأولى.
قال الدَّارقطني: تفرد بأحاديث، ولم يكن بالقويّ.
وفيها أحمد بن القاسم بن نصر، أبو بكر، أخو أبي اللّيث الفرائضي، ببغداد في ذي الحجة، وله ثمان وتسعون سنة. روى عن لوين وإسحاق بن أبي إسرائيل وعدّة.
وفيها المقتدر بالله، أبو الفضل جعفر بن المعتضد بالله أحمد، بن الموفق طلحة، بن المتوكل على الله بن المعتصم بالله العباسي. في أيامه اضمحلّت دولة الخلافة العباسية وصغرت، وسمع أمير الأندلس، فقال: أنا أولى بإمرة المؤمنين، فلقّب نفسه: أمير المؤمنين الناصر لدين الله عبد الرحمن. وبقي في الخلافة إلى سنة خمسين وثلاثمئة. ولا شك أن حرمته ودولته، كانت أميز من دولة المقتدر ومن بعده، وقد خلع المقتدر مرتين وأعيد، وكان ربعة جميل الصورة، أبيض مشرباً حمرة، أسرع الشيب إلى عارضيه، وعاش ثمانياً وثلاثين سنة، وكان جيّد العقل والرأي، لكنه كان مؤثراً للعب والشهوات، غير ناهضٍ بأعباء الخلافة، كانت أمه وخالته والقهرمانة، يدخلن في الأمور الكبار، والولايات والحلّ والعقد.
قال الوزير علي بن عيسى: ما هو إلا أن يترك هذا الرجل النبيذ