سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ الطُّيُورِيِّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيَّ الْحَافِظَ، عَنِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَسِيحِ وَالْمِسِيحِ، فَقَالَ: جَمِيعًا بِالْفَتْحِ لا غَيْرَهُ سَمِعْتُهُ، وَسُئِلَ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْمَالِينِيِّ، فَقَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَلِيٍّ الأَزَجِيَّ، يَقُولُ: أَخَذْتُ مِنَ الْمَالِينِيِّ أُجْرَةَ النَّسْخِ وَالْمُقَابَلَةِ فِي صَفْحَةٍ وَاحِدَةٍ خَمْسِينَ دِينَارًا.
سَمِعْتُهُ فَمَا سَأَلْتُهُ مَا تَقُولُ؟ كَتَبَ الصُّورِيُّ الْحَافِظُ صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ فِي سَبْعَةِ أَطْبَاقٍ.
وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْقَزْوِينِيِّ، فَقَلَّ مَا رَأَيْنَا مِثْلَهُ فِي أَدَبِهِ، وَمَا رَأَيْنَا مَنْ قَالَ: رَأَيْتُ مِثْلَهُ، وَكَانَ آيَةً مِنَ الآيَاتِ فَكَانَ لَهُ كَرَامَاتٌ ظَاهِرَةٌ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى.
وَسَأَلْتُهُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَتِيقِيِّ، فَقَالَ: كَانَ ثِقَةً مُتَنَبِّهًا أَثْنَى عَلَيْهِ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْحُفَّاظِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْكِبَارُ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَتَبْتُ عَنْ جَمَاعَةٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تُحْصَى، فَمَا رَأَيْتُ فِيهِمْ أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيِّ، وَكَانَ يَكْتُبُ بِفَرْدِ عَيْنٍ مَا لا يُحْسِنُ أَحَدٌ مِنَ الْحُفَّاظِ أَنْ يَقْرَأَهُ مَعَ ضَبْطِهِ فِي حِفْظِهِ , وَكَانَ مُتَفَنِّنًا يَعْرِفُ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ وَقَوْلُهُ حُجَّةٌ , أَخَذَ عَنْهُ شُيُوخُهُ، وَعَنْهُ أَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، وَغَيْرُهُ عِلْمَ الْحَدِيثِ، فَقَالَ السِّلَفِيُّ: كُنْتُ عَلَّقْتُ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ قِرَاءَتَنَا الْمَجَالِسَ