ينسبون إليك كثيراً من الأبناء، فأعطني إذن واحداً منهم ليصبح زوجي ويحكم مصر"، ويستمر الأستاذ بارانتون في قوله: "فاقتنع الملك الحيثي وأرسل أحد أبنائه، الذي مات في الطريق ميتة طبيعية- كما يقول المصريون ومقتولاً كما يدعي الحيثيون " (?).
ولقد تعمدنا ذكر النصوص الجوهرية للوثيقة الحيثية التي يستخدمها هذا المؤلف أساسأ للبرهنة على موت فرعون. على أن هذا الاستنتاج الذي يوحي به وهم التوفيق بين فكرة الكتاب المقدس وما يثبته التاريخ، مُعارَضٌ برأي علماء الدراسات المصرية، فإنهم لا يقررون اختفاء (امنحتب الرابع)، وإنما يقررون تغييراً مفاجئاً في اسمه الذي أصبح (أخناتون)، وتبدلاً خلقياً وسياسياً في ذاته عقب الهجرة، فكأنما حدثت في حياة الشخصية المصرية ثورة مفاجئة. وهاك ما كتبه في هذا الموضوع (ماسبيرو Maspéro) : " وبضربة واحدة في الواقع تبدل هذا الفرعون شخصية أخرى، واحتفظت العملة الملكية بالاسم نفسه، (سوتن باتي نفرخ براوانرا Suten رضي الله عنهati Neferkheperraouanra) . ولكن الاسم: (سا- رع Sa-Râ) يصبح (رع- آتن حوتي Rà-صلى الله عليه وسلمten-Houti) .
وفضلاً عن ذلك فإن دينه قد تغير، كان كاهن الإله (آمون)، فأصبح كاهن الإله (آتون- رع Rà- صلى الله عليه وسلمton) ، وبالتالي ترك طيبة بلدة (آمون)، وذهب إلى (أخناتون) المدينة الجديدة التي بناها، وخصصها معبداً (لآتون الشمس) إلهه الجديد (?)، بيد أن التبدل لا يكون مفهوماً إلا إذا وقع حدث خطير وغريب أيضاً ليغير حياة الشخصية الفرعونية تغييراً عميقاً، كأن يرى مثلاً غرق جيشه، ويرى نفسه أيضاً غريقاً في البحر الأحمر، ثم إذا به يجد نفسه بطريقة أو بأخرى