أصلُحُ لك، إن أباك قد طاف بي، فشُغِف بها، فأرسل إلى أبي يوسف فسأله، أعندك في هذا شيء؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أوكلّما ادعت أمةٌ شيئا ينبغي أن تصدق؟ لا تصدِّقها، فإنها ليست بمأمونة، قال ابن المبارك: لم أدر ممن أعجب! من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين وأموالهم يتحرج عن حُرمة أبيه، أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين، أو من هذا فقيه الأرض وقاضيها، قال: اهتِك حُرْمةَ أبيك، واقض شهوتك، وصيِّرْه في رقبتي» (?) .
13م- وقال السيوطي أيضاً: وأخرج أيضاً عن عبد الله بن يوسف قال: قال الرشيد لأبي يوسف: «إني اشتريت جارية وأريد أن أطأها الآن قبل الاستبراء، فهل عندك حيلة؟ قال: نعم، تَهَبُها لبعض ولدك، ثم تتزوّجها» (?) .
14م- قال السيوطي أيضا: وأخرج عن إسحاق بن راهويه قال: «دعا الرشيد أبا يوسف ليلا، فأفتاه بأمرٍ له بمائة ألف درهم، فقال أبو يوسف: إن رأى أمير المؤمنين أمَرَ بتعجيلها قبل الصُّبح، فقال: عجِّلوا، فقال بعض من عنده: إن الخازن في بيته والأبواب مغْلقَة،