حمَّدِ بنِ صالِحِ ابنِ رَشْدِينَ المَخْزُومِيُّ (?) ، أَنْشَدَنِي سُلَيْمانُ بنُ حَسّانَ النَّصِيبِيُّ لِنَفْسِهِ: فيِ الشمعَةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَثَلاثَمائَةٍ:
وَمُجَدْوَلَةٍ مِثْلُ صَدْرِ القَناةِ
تَعَرَّتْ وباطِنُها مُكْتَسِي
عَلى الرَّأْسِ كالبُرْنُسِ ... لهَا مُقْلَةٌ هِيَ رُوحٌ لَها وتاجُ
وقُطَّتْ مِنَ الرَّأْسِ لَمْ تَنْعَسِ ... إِذا رَنِقَتْ كنُعاسٍ عَرَا
لِساناً مِنَ الذَّهَبِ الأَمْلَسِ ... وَإِنْ غازَلَتْها الصَّبَا حَرَّكتْ
ضِياءً يُجَلِّي دُجَى الحِنْدُسِ [ل239/أ] ... وتُنْتِجُ فِي وَقْتِ تَلْقِيحِها
وَتِلْكَ مِنَ النَّارِ فِي أَنْحُسِ ... فَنَحنُ مِنَ النُّورِ فِي أَسْعُدِ
وَعَنْ ذا البَنَفْسَجِ والنَّرْجِسِ ... وَقَدْ نابَ وَجْهَكَ عنْ ضَوْئِها
ونَجْمٌ تَأَلَّقَ فِي المَجْلِسِ ... ولَكِنَّها آلَةٌ للنَّدامِ
ورُؤْيَتُها مُنْيَةٌ للأَنْفُسِ ... تَوَقُّدُها نُزْهَةٌ لِلْعُيونِ
وَتَفْنَى وتُفْنِيهِ فِي مَجْلِسِ ... تَكِيدُ الظَّلامَ كما كادَها
ويا حامِلَ الكَأْسِ لا تَجْلِسِ ... فَيا رَبَّةَ العُودِ حُثِّي الغِنا
ويا صالِحَ الخَيْرِ عِشْ سالِماً
عَلى الدَّهْرِ فِي عِزِّكَ الأَنْفَسِ (?)