إليك كل فترة من هذا الباب، ويسهل عليه أن يحطمك كل فترة، فلابد وأن تتذكر جيداً أن هذه اللحظة قد تكون آخر لحظة في حياتك، وهذا هو الذي ذكرناه في البداية، هل تذكر؟! فقال له الشاب: طبعاً.
فقال له الرجل: فإذا كانت هذه اللحظة هي آخر لحظة في حياتك فارتبط بالله - عز وجل -، وفرصتك أن تعفو وتتقرب أكثر من الله - سبحانه وتعالى -، وإذا وضعت في موقف فقل: يا رب لقد سامحت من أجلك، يا رب لقد عفوت من أجلك.. ومهما فعل معك ذلك الشخص فاعفُ عنه.. فقال له: هل تقصد أن أتعامل مع الناس ببلاهة؛ حتى يخدعني الناس وأسامحهم؟! فقال له الحكيم: كلا؛ فلم يقل أحد مثل هذا الكلام أبداً، ولكن أنت حين تقرر أن تعفو فإنك تركز كل طاقتك ومجهودك على نجاحك، ولكنك إذا قررت أن تحارب العالم كله ففي هذه الحالة ستجد أن طاقتك كلها قد ذهبت سدى، وستجد أنك لم تحقق أي شيء مما كنت تريد؛ لأنك قد استهلكت طاقتك في هذه الحرب التي أنشأتها.. فابحث باستمرار عن نقطة الاتفاق، وابحث دائماً عن الأخلاق، وحاول دائماً أن تعرف النقطة التي قد تكون سبباً في الاختلاف.. قال له: فمن الممكن أن اختلف مع والدي أو والدتي!! فقال له: إنهم هم الذين قاموا بتربيتك