كلمة، ولكن بداخله كان يذكر الله - سبحانه وتعالى -، وكان يسبح الله - سبحانه وتعالى -، وكان يشكر الله - سبحانه وتعالى -، ويحمد المولى - عز وجل -، وكان في وجهه ابتسامة جميلة، وعيناه مليئة بالدموع، دموع الحب لله - سبحانه وتعالى -، حتى وصل الاثنان إلى المحطة التالية، وهنا توقف الرجل ونظر إلى الشاب وقال له: حان الوقت لتساعد أكبر عدد ممكن من الناس، فما أعطاكه الله - سبحانه وتعالى - ليس ملكك، ولك أن تتمتع به، وعندما تعطيه تزيد متعتك، وهذه هي السعادة أيها الشاب، فلكي تجعل من السعادة عادة يجب أن تكون في حب الله - سبحانه وتعالى -، ولذلك عندما تساعد الناس تشعر بهذه السعادة، فساعد أكبر عدد ممكن من الناس بعلمك ... بفكرك كما أفعل أنا وأساعدك بعلمي وفكري الذي أعطانيه الله - سبحانه وتعالى -.
فمن أول لحظة وبمجرد أن تتعلم فعل، وبمجرد أن تحصل أعط، وتذكر أننا نعيش -بإذن الله- من أجل أكل عيشنا من النقود والمال الذي تعمل لأجله، ولكن نصنع حياتنا بأكملها عندما نعطي.
وهنا نظر الشاب إلى الرجل الحكيم نظرة حب وعرفان بكل هذا العلم، وهذا الصبر، وهذا الالتزام، وهذا الإصرار، وهذا الانضباط، وهذه المرونة في معاملة شاب ضائع لا يعرف أين الطريق، وقال الشاب: هذا وعد مني لك.