الاستراتيجي، فلم تقيم الطريق؛ لأنك فرحت به وبما أنجزته، فتجد نفسك في الطريق إلى الشيطان؛ لأنك فرحت بما أنجزته وحققت إنجازاً آخر، ونسيت أن تشكر الله - سبحانه وتعالى -، فضعت في الأسباب، وفتنت بالأسباب، فهلكت بالأسباب.
ولكن الله - سبحانه وتعالى - يحبك فسيجعلك تقف فتفشل، فهذا الفشل بركة من الله - سبحانه وتعالى -؛ لأنك عندما تقع فتمرض فهذا المرض بركة، أو تتألم فهذا الألم بركة؛ لأنه عند الأمراض والآلام وعند الفشل يحدث الأمل، فلولا الألم لما وجد الأمل، ولولا العلم لما وجد العمل، ولولا السير لما كان الوصول، لذلك فإن هذه التحديات هي البداية للوصول إلى ما نريده.
فتذكر أيها الشاب أنه لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى، فلولا وجود الألم لما كان للراحة معنى، ولولا وجود الفشل لما كان للنجاح معنى، ولولا وجود الليل لما كان للنهار معنى، ولولا وجود المرض لما كان للصحة معنى، ولولا وجود العسر لما كان لليسر معنى؛ فالعسر واليسر قال لهما الله - سبحانه وتعالى -: أنت معاً، وقال لنا: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (?) ، وكررها مرتين، وستجد في العسر الألف واللام؛ لأنه محدود، أما اليسر فهو ليس محدوداً، فلولا العسر لما كان لليسر