لأنه تغيير منكر (?) , وهكذا يرى ابن حزم- رحمه الله- بمبدأ المقاومة المسلحة للفسقة إلى مرتبة الوجوب.
موقف الزيدية: وبهذا قالت الزيدية، حيث اشترطت فيمن يطلب الإمامة أن يخرج على السلطات الحاكمة الجائرة، فيعلن عن نفسه. فقد ذكر المرتضى في الإمامة أن "طريقها الدعوة ومباينة الظلمة مع كمال الشروط" (?).
ولقد كان زيد وفياً لمبدئه هذا، وقد كان يزمع الخروج، أو هكذا نمى إلى هشام بن عبد الملك، فسأل هشام زيداً عن ذلك، فقال: أحلف لك, قال: وإذا حلفت أصدقك؟ قال زيد: لا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله، ولا دون أن يوصى بتقوى الله! قال هشام: بلغني أنك تريد الخلافة، ولا تصلح لها لأنك ابن أمة، قال زيد: فقد كان إسماعيل ابن إبراهيم- عليهما السلام- ابن أمةِ، وإسحاق- عليه السلام- ابن حرة، فأخرج الله عز وجل من صلب إسماعيل خير ولد آدم محمد- صلى الله عليه وسلم- فعندها قال له: قم, قال: إذاً لا تراني إلا حيث تكره, ولما خرج من الدار قال: ما أحب أحد الحياة قط إلا ذل (?).