على الشرط المقدم في رعاية المصالح والنظر في المناجح، وموازنة ما يندفع ويرتفع بما يتوقع, فإن قيل: قد قدمتم أن وجه خلع الإمام نصب إمام ذي عدة, فما ترتيب القول في ذلك؟ قلنا: الوجه خلع المتقدم ثم نصب الثاني يدفعه دفعه للبغاة كما سبق تقريره. فإن قيل: فمن يخلعه؟ قلنا: الخلع إلى من إليه العقد" (?).
ومن مسببات العزل أيضاً نقص التصرف، وذلك بأن يطرأ على الحاكم ما يقيد تصرفاته أو يبطلها، وهو ما يسمى بالقهر والغلبة، وفي هذه الحال إذا تمكن هذا القاهر وغلب على الحاكم الأول، واستولى على تدبير الأمور، فإن الحاكم السابق في هذا الحال يكون معزولاً، وتنعقد الإمامة لهذا المستولي الجديد للضرورة، وحتى لا يقع الناس في الفوضى والفتنة ويعمّ الفساد، وقد صلى ابن عمر- رضي الله تعالى- عنهما بأهل المدينة يوم الحرَّة (?) وقال: (نحن مع من غلب) (?).
وقال: (لا أقاتل في الفتنة، وأصلي وراء من غلب) (?).