مقدمة

الحمد الله والصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبدالله- صلى الله عليه وآله وسلم-.

أما بعد: -

فإن من أعظم نعم الله عز وجل على هذه الأمة أن جعلها خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله.

وقد قامت هذه الأمة على يد السابقين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان بإيصال كلمة الحق إلى أنحاء المعمورة، عند ذلك انتهت هيمنة تلك الطواغيت، وتحررت البشرية من تحت يديها ودخلت في دين الله أفواجاً.

دخلت الإسلام الذي اختاره الله لهذه البشرية دينًا، وابتعث المؤمنين به إلى إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

ولما كان موضوع "الحاكم" من أهم الأمور وأخطرها لأنه الحارس لهذا الدين، وما لا حارس له فهو ضائع، أو يوشك أن يضيع, وهو المسؤول الأول عن نشر الدين والذود عن حماه من عبث العابثين وطمع الطامعين، فقد كان لهذا الموضوع وافر الحظ والنصيب من البحث والدراسة عند علماء المسلمين, منذ أول عصر هذه الأمة وإلى يومنا هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015