في بعض الأمور ما كنتم فاعلين؟ , فقال بشير بن سعد: لو فعلت ذلك قومناك تقويم القِدْح- أي عود السهم فقال عمر: أنتم إذاً أنتم" (?).

ونحن في العالم الإسلامي نعيش في هذه الأيام فرصة للتصحيح والتغيير للأفضل في العلاقة بين الحاكم والمحكوم, فالواجب هنا أن تمتد جسور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الحكام والشعوب {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (?) فكل بحسبه, فمن كان يستطيع إيصال النصيحة مباشرة إلى المسؤول فهذا واجبه، فإن كان الرفق أحرى بقبول النصيحة فليترفق، وإن كانت الشدة أبلغ في تأثير النصيحة فلا عليه فإن "أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر" (?).

فإن لم يجدِ ذلك فيجري التشهير به وفضحه في كل ميدان كما قال تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} (?) , فسرقة المال العام من الفساد البين، وإذا كان الزاني والزانية يأمر الله بالتشهير بهما {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (?)، فكيف بالفساد المالي وسرقة الملايين التي رصدت لحاجة الناس الضرورية ومرافقهم الهامة من المستشفيات والتعليم والمواصلات وغيرها فهذه من باب أولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015