يتستر بالعمل، فدعا به، واستدعى بالضرّاب فضربه، وحلف له إن لم يصدقْه أن يضرب عنقه، فقال: لي الأمان، قال: نعم، إلا فيما يجب عليك بالشرع. فظن أنه قد أمنه، فقال: كنت أعمل في الآجُر (?)، فاجتاز رجل في وسطه هِمْيان (?)، فجاء إلى مكان فجلس وهو لا يعلم مكاني، فحل الهميان وأخرج منه دنانير فتأملته (?)، وإذا كله دنانير فبادرته (?) وكتفته وشددت (?) فاه، وأخذت الهميان، وحملته على كتفي وطرحته في الأتون (?) وطيَّنته. فلما كان بعد ذلك أخرجت عظامه فطرحتها في دجلة. فأنفذ المعتضد من أحضر الدنانير من منزله، وإذا على الهميان مكتوب: فلان بن فلان، فنادى في البلد باسمه، فجاءت امرأة فقالت: هذا زوجي، ولي منه هذا الطفل، خرج وقت كذا وكذا ومعه ألف دينار: فغاب إلى الآن. فسلم الدنانير إليها (?)، وأمرها أن تعتد، وأمر بضرب عنق الأسود، وحمل (?) جثته إلى ذلك الأتون (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015