لم تتداركها الأيدي بصيانتها صيانة فنية, كما يصنع الآن بحفظ الوثائق التاريخية، وإني أعتقد أن هذه النسخة أقدم أثر مخطوط كامل كتب على الورق في سورية، وهذا كنز نادر المثال.
يتألف مخطوط الطبقات من سبع وتسعين ورقة, طول الواحدة 28.5سم، وعرضها 15سم, وفي الصفحة الواحدة -متوسط- 30 سطرًا, وفي السطر -متوسط- 13 كلمة.
وقد قسمت نسخة الكتاب إلى خمسة أجزاء، ويبدو أن هذا التقسيم لم يكن من قبل خليفة، بل لجأ إليه الراوي؛ لأن ابن خير الإشبيلي يحدثنا في فهرسته أنه روى الطبقات في ثمانية أجزاء1.
وقد استعنت في تحقيق هذا الكتاب بعدد من المصادر يأتي في رأسها طبقات ابن سعد، وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي، والإصابة لابن حجر، والاستيعاب لابن عبد البر، وأسد الغابة لابن الأثير، مع بعض كتب الأنساب؛ ككتاب الاشتقاق لابن دريد، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم، ونسب قريش للمصعب الزبيري, مع عدد آخر من المصادر.
وعندما تمكنت من الحصول على مصورة من تاريخ المؤلف أفدت منها كثيرًا.
وقد بذلت في تحقيق النسخة ما أمكن من جهد، وكان هدفي الأول إخراج هذا الكتاب إلى النور وحفظه قبل أن يتلف.
والفضل كل الفضل لوزارة الثقافة والسياحة والإرشاد القومي التي مدت إليَّ يد العون في إخراج هذا الكتاب الجليل إلى الناس وطبعه ضمن خطتها في حفظ التراث العربي الأصيل وإحيائه، فأنا مدين لها بالشكر وعرفان الجميل, والله من وراء القصد وبه التوفيق وله الحمد والشكر.
سهيل زكار