مَالِكُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ يَرْبُوعَ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ دُهْمَانَ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ. وَهُوَ الَّذِي قَادَ هَوَازِنَ يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا انْهَزَمُوا هَرَبَ مَالِكٌ , فَلَحِقَ بِالطَّائِفِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَبْسِ أَهْلِهِ بِمَكَّةَ عِنْدَ عَمَّتِهِمْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ بِنْتِ أَبِي أُمَيَّةَ، فَلَمَّا قَدِمَ وَفْدُ هَوَازِنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُمْ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَوْفٍ، وَقَالَ: «أَخْبِرُوهُ أَنَّهُ إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ، وَمَالَهُ، وَأَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ» ، فَلَمَّا بَلَغَ مَالِكًا هَذَا الْخَبَرُ , خَرَجَ مِنَ الطَّائِفِ سِرًّا مِنْ ثَقِيفٍ , فَلَحِقَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُدْرِكُهُ وَقَدْ رَكِبَ مِنَ الْجِعْرَانَةِ فَأَسْلَمَ، فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَأَعْطَاهُ مِائَةً مِنَ الْإِبِلِ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ، وَيُقَالُ: لَحِقَهُ بِمَكَّةَ. وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قَوْمِهِ، وَمِنْ تِلْكَ الْقَبَائِلِ مِنْ هَوَازِنَ وَغَيْرِهِمْ، فَكَانَ قَدْ ضَوَى إِلَيْهِ قَوْمٌ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَقَدَ لِوَاءً , فَكَانَ يُقَاتِلُ بِمَنْ مَعَهُ كُلَّ مَنْ كَانَ عَلَى الشِّرْكِ، وَيُغِيرُ بِهِمْ عَلَى ثَقِيفٍ فَيُقَاتِلُهُمْ، وَلَا يَخْرُجُ لِثَقِيفٍ سَرْحٌ إِلَّا