208 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: " كَانَ هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ أَوْصَلَ قُرَيْشٍ لِبَنِي هَاشِمٍ حِينَ حُصِرُوا فِي الشِّعْبِ، أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ فِي لَيْلَةٍ ثَلَاثَةَ أَحْمَالٍ طَعَامًا، فَعَلِمَتْ بِذَلِكَ قُرَيْشٌ، فَمَشَوْا إِلَيْهِ حِينَ أَصْبَحَ، فَكَلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنِّي غَيْرُ عَائِدٍ لِشَيْءٍ خَالَفَكُمْ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ، ثُمَّ عَادَ الثَّانِيَةَ فَأَدْخَلَ عَلَيْهِمْ لَيْلًا حِمْلًا أَوْ حِمْلَيْنِ؛ فَغَالَظَتْهُ قُرَيْشٌ وَهَمُّوا بِهِ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ: دَعُوهُ، رَجُلٌ وَصَلَ أَهْلَ رَحِمِهِ، أَمَا أَنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ، لَوْ فَعَلْنَا مِثْلَ مَا فَعَلَ كَانَ أَحْسَنَ بِنَا، أَوْ أَحْرَى تَرَكْنَاهُمْ يَشْتَرُونَ بِأَمْوَالِهِمْ، أَمَا أَنِّي قَدْ كُنْتُ كَارِهًا لِمَا صَنَعَتْ قُرَيْشٌ بِهِمْ , قَدْ تَكُونُ الْعَدَاوَةُ بِأَجْمَلَ مِنْ هَذَا، فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ وَتَفَرَّقُوا ". قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَلَمْ يَزَلْ هِشَامٌ ذَا إِيدَاعٍ وَكَفٍّ عَنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ حَتَّى كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ , فَأَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنًا، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا