أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ , أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ , قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ يَحُجُّ فِي كُلِّ سَنَةٍ , وَيَحُجُّ مَعَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ , فَبَيْنَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ مَكَّةَ إِذْ قَالَ لِغُلَامٍ لَهُ: اذْهَبْ فَاشْتَرِ لَنَا كَذَا فَقَالَ الْغُلَامُ: وَاللَّهِ مَا أَصْبَحَ عِنْدَنَا قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ , دِرْهَمٌ فَمَا فَوْقَهُ , قَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهِ , قَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ ثُمَّ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ وَلَبَّى أَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ , وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَدْ حَجَّ تِلْكَ السَّنَةِ , فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ , فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟ فَقِيلَ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ , وَأَصْحَابُهُ حَجُّوا , وَمُحَمَّدٌ يَحْتَمِلُ مَؤُونَتَهُمْ وَيَحْمِلُهُمْ وَيَكْلَفُ لَهُمْ. فَقَالَ: مَا بُدَّ مِنْ أَنْ يُعَانَ مُحَمَّدٌ عَلَى هَذَا الَّذِي يَصْنَعُ , فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ مِنْ سَاعَتِهِ , فَدَفَعَهَا مُحَمَّدٌ إِلَى غُلَامِهِ , وَقَالَ لَهُ: وَيْحَكَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: اشْتَرِ لَنَا مَا أَمَرْتُكَ , فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِهَذَا. وَقَدْ أَتَانَا اللَّهُ بِمَا تَرَى , فَاذْهَبْ فَاشْتَرِ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ