أُخْبِرْتُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ , قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ , قَالَ: قِيلَ لِلزُّهْرِيِّ: زَعَمُوا أَنَّكَ لَا تُحَدِّثُ عَنِ الْمَوَالِي؟ فَقَالَ: إِنِّي لَأُحَدِّثُ عَنْهُمْ , وَلَكِنِّي إِذَا وَجَدْتُ أَبْنَاءَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ أَتَّكِئُ عَلَيْهِمْ , فَمَا أَصْنَعُ بِغَيْرِهِمْ " -[170]- قَالَ مَعْمَرٌ: وَكُنَّا نَرَى أَنَّا قَدْ أَكْثَرَنَا عَنِ الزُّهْرِيِّ حَتَّى قُتِلَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ , فَإِذَا الدَّفَاتِرُ قَدْ حُمِلَتْ عَلَى الدَّوَابِّ مِنْ خِزَانَتِهِ يَعْنِي مِنْ عِلْمِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: إِنْ كُنْتُ لَآتِي بَابَ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , فَأَجْلِسُ ثُمَّ انْصَرِفُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ أَدْخُلَ لَدَخَلْتُ إِعْظَامًا لَهُ قَالَ: وَكَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ مِثْلَ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ , فِي أَصْحَابِهِ يَرْوِي عَنْهُ عُرْوَةُ وَسَالِمٌ الشَّيْءَ كَذَلِكَ -[171]- قَالَ: وَأَتَيْتُ الزُّهْرِيَّ بِالرُّصَافَةِ , فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَكَانَ يُلْقِي عَلَيَّ قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَةُ ابْنِ الْمُسَيِّبِ ثَمَانِي سِنِينَ. قَالَ: وَحَجَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَا مَعَهُ فَجَاءَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ لَيْلًا , وَهُوَ فِي خَوْفِهِ فَدَخَلَ عَلَيَّ مَنْزِلِي , فَقَالَ: هَلْ تَخَافُ عَلَيَّ صَاحِبَكَ؟ فَقُلْتُ: لَا بَلِ ائْمَنْ قَالَ: وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: نُخْرِجُ الْحَدِيثَ شِبْرًا فَيَرْجَعُ ذِرَاعًا يَعْنِي مِنَ الْعِرَاقِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِذَا وَغَلَ الْحَدِيثُ هُنَاكَ فَرُوَيْدًا بِهِ -[172]- قَالَ: وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ فِي وَجْهِهِ قَطُّ , وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ حَمَّادٍ فِي وَجْهِهِ قَطُّ وَقَالَ مَعْمَرٌ: وَسَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ رَجُلًا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ يَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ وَعَرَضَ عَلَيْهِ كِتَابًا مِنْ عِلْمٍ , فَقَالَ: أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: نَعَمْ , فَمَنْ يُحَدِّثُكُمُوهُ غَيْرِي؟ -[173]- قَالَ: وَرَأَيْتُ أَيُّوبَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعِلْمَ فَيُجِيزُهُ وَكَانَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ لَا يَرَى بِالْعِرَاضَةِ بَأْسًا