تَرَانِي أَعْدِلُ؟ " فَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: "أَمَا إِذْ نَشَدْتَنِي بِاللَّهِ" فَأَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَا، مَا أَرَاكَ تَعْدِلُ، وَإِنَّكَ لَجَائِرٌ، وَإِنَّكَ لَتَسْتَعْمِلُ الظَّلَمَةَ وَتَدَعُ أَهْلَ الْخَيْرِ وَالْفَضْلِ"1.
قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ2 وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ3 وَأُخْبِرْتُ عَنْ عِيسَى بْنِ علي4، قالوا: "نحن أَبِي جَعْفَرٍ حِينَ كَلَّمَهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ بِمَا كَلَّمَهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ الْكَلَامِ الشَّدِيدِ فظننا أن أبا جعفر سيعاجله، فَجَعَلْنَا نَكُفُّ إِلَيْنَا ثِيَابَنَا ونتنحىَّ مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنَا مِنْ دَمِهِ". قَالَ5: "وجَزِع6 أَبُو جَعْفَرٍ واغتمّ" [244/ب] قَالَ لَهُ: "قُمْ فَاخْرُجْ". قَالَ: "وَرَزَقَهُ اللَّهُ السَّلَامَةَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ فَخَرَجَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ إِلَى أُمِّ وَلَدِهِ سَلاَّمة وَهِيَ مَعَهُ فقال احتسبي دنانيرك التي كان حسن بْنُ زَيْدٍ7 يُجْرِيهَا عَلَيْكِ". قَالَتْ: "وَلِمَ؟ قَالَ سَأَلَنِي أَبُو جَعْفَرٍ عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ كَذَا وَكَذَا، وَحَسَنٌ حَاضِرٌ". فَقَالَتْ: "فَفِي اللَّهِ خَلَفٌ وَعِوَضٌ مِنْهَا"، قَالَ8: "فَخَرَجَ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ، وَذَكَرَ ذَلِكَ لِابْنِ أَبِي الزَّناد"، قَالَ: "وَاللَّهِ ما ساءني كلامه ولقد علمت أَنَّهُ أَرَادَ اللَّهَ بِذَلِكَ، وَلَمْ يُرِدْ بِهِ الدنيا، ولا رضىَ أبي جَعْفَرٍ، وَلَكِنْ كَانَ ذَلِكَ الْحَقُّ عِنْدَهُ فَأَرَادَ اللَّهَ بِهِ، فَلَمَّا كَانَ رَأْسُ الْهِلَالِ زَادَهُ حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ خَمْسَةَ دَنَانِيرَ أَخْرَى فِي كل شهر، فصارت