الولاء1. كما جردته مصادر أخرى من عهدة الولاء على أنه زُهري النسب2 وعندما وُصف بصفة الولاء للحسين بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ العباسي الهاشمي، فإن ذلك لا يعني أنه هو نفسه كان مولًى له، وإنما جده، وربما أبوه أيضاً3. لأن حسين بن عبد الله توفي سنة أربعين ومائة، أو إحدى وأربعين ومائة4أو إحدى وأربعين ومائة5. وكان مولد محمد بن سعد سنة ثمان وستين ومائة6 -أي بعد وفاة الحسين بن عبد الله ابن عبد الله العباسي بسبع وعشرين سنة- وبالإضافة إلى أن الحسين بن عبد الله لم يكن له ولد غير عبد الله الذي مات ولم يعقب، فورثته زوجته أُمَّ عِيسَى بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن العباس7. ومن ذلك يتضح أن هذا الفرع الهاشمي الذي كان ابن سعد ينتمي بالولاء إليه قد انقرض، ولعله قد انتسب هو أو أبوه قبله إلى بني زُهرة من قريش8.
وعلى العموم فإن هذا الخلاف الذي أوردته المصادر حول نسبه لا يهمنا كثيرا بقدر ما تهمنا تلك المعلومات التي تعطينا صورة واضحة عن حياة ابن سعد، فلم نجد مصدراًً من المصادر الكثيرة التي ترجمت له يعطينا معلومات غزيرة نستطيع من خلالها إبراز حياة المؤلف إبرازا يتناسب مع سعة علمه.
والحق أن هذه الملاحظة تنطيق أيضاً على الكثيرين من المؤلفين المعاصرين له أو القريبين من عصره 9.