أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي يَعْلَى قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمَالُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ , فَقَسَمَهُ أَصَابَ كُلُّ إِنْسَانٍ خَمْسِينَ دِينَارًا. قَالَ: فَدَعَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ حُسَيْنٍ , وَقَالَتِ: اكْتُبْ , فَكَتَبْتُ: " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. لِعَبْدِ اللَّهِ , عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ حُسَيْنٍ. سَلَامٌ عَلَيْكَ , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ , فَأَصْلَحَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَعَانَهُ عَلَى مَا وَلَّاهُ , وَعَصَمَ لَهُ دِينَهُ , فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ أَنْ يَقْسِمَ فِينَا مَالًا مِنَ الْكَتِيبَةِ , وَيَتَحَرَّى بِذَلِكَ مَا كَانَ يَصْنَعُ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ , فَقَدْ بَلَغَنَا ذَلِكَ , وَقَسَمَ فِينَا فَوَصَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَجَزَاهُ مِنْ وَالٍ خَيْرَ مَا جَزَى أَحَدًا مِنَ الْوُلَاةِ فَقَدْ كَانَتْ أَصَابَتْنَا جَفْوَةٌ وَاحْتَجْنَا إِلَى أَنْ يُعْمَلَ فِينَا بِالْحَقِّ , فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدِ اخْتَدَمَ مِنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَنْ كَانَ لَا خَادِمَ لَهُ , وَاكْتَسَى مَنْ كَانَ عَارِيًا , وَاسْتَنْفَقَ مَنْ كَانَ لَا يَجِدُ مَا يَسْتَنْفِقُ , وَبَعَثْتُ إِلَيْهِ رَسُولًا. قَالَ: فَأَخْبَرَنِي الرَّسُولُ قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ فَقَرَأَ كِتَابَهَا وَإِنَّهُ لَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيَشْكُرُهُ وَأَمَرَ لِي بِعَشَرَةِ دَنَانِيرَ , وَبَعَثَ إِلَى فَاطِمَةَ بِخَمْسِمِائَةِ دِينَارٍ , وَقَالَ: اسْتَعِينِي بِهَا عَلَى مَا يَعْرُوكِ , وَكَتَبَ إِلَيْهَا بِكِتَابٍ -[391]- يَذْكُرُ فَضْلَهَا وَفَضْلَ أَهْلِ بَيْتِهَا , وَيَذْكُرُ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْحَقِّ. قَالَ: فَقَدِمْتُ عَلَيْهَا بِذَلِكَ الْمَالِ "