حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ ثَابِتٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمًا مِنْ أَيَّامِ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْنَا كَتِيبَةً خَشْنَاءَ؛ فِيهَا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعَدَةَ الْفَزَارِيُّ , فَنَالُوا مِنَّا أَقْبَحَ الْقَوْلِ وَأَسْمَجَهُ , فَرَأَيْتُ أَبِي حَنِقًا عَلَيْهِمْ , وَقَالَ: مَا لِلْحَرْبِ , وَمَا لِهَذَا. هَذَا فِعْلُ النِّسَاءِ , فَقَالَ لِمُصْعَبٍ: أَبَا زُرَارَةَ , احْمِلْ بِنَا , فَحَمَلَ مُصْعَبٌ كَأَنَّهُ جَمَلٌ صَئُولٌ , وَحَمَلَ أَبِي , وَتَبِعْتُهُمْ فِي قَوْمٍ مِنَّا أَهْلُ نِيَّاتٍ , فَلَقَدْ رَأَيْتُ السُّيُوفَ رَكَدَتْ سَاعَةً , وَلَكَأَنَّ هَامَ الرِّجَالِ وَأَذْرُعَهُمْ أَجري الْقِثَّاءِ حَتَّى خَلَصْنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعَدَةَ , فَضَرَبَهُ مُصْعَبٌ ضَرْبَةً فَقَطَعَ السَّيْفُ الدِّرْعَ وَخَلَصَ إِلَى فَخِذِهِ , وَضَرَبَهُ ابْنُ أَبِي ذِرَاعٍ مِنْ جَانِبِهِ الْآخَرِ , فَجَرَحَهُ جُرْحًا آخَرَ , فَمَا عَلِمْتُ أَنَّا رَأَيْنَاهُ يَخْرُجُ إِلَيْنَا بَعْدَ ذَلِكَ , وَأَقَامَ فِي عَسْكَرِهِمْ جَرِيحًا حَتَّى وَلَّوْا مُنْصَرِفِينَ "