الَّذِي قَتَلَهُ:
[البحر الطويل]
وَأَشْعَثَ قَوَّامٍ بِآيَاتِ رَبِّهِ ... قَلِيلِ الْأَذَى فِيمَا تَرَى الْعَيْنُ مُسْلِمِ
هَتَكْتُ لَهُ بِالرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ ... فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ
يُذَكِّرُنِي حم وَالرُّمْحُ شَارِعٌ ... فَهَلَّا تَلَاحَمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ
عَلَى غَيْرِ شَيْءٍ غَيْرَ أَنْ لَيْسَ تَابِعًا ... عَلِيًّا وَمَنْ لَا يَتْبِعِ الْحَقَّ يَنْدَمِ
قَالُوا: وَأَفْرَجَ النَّاسُ يَوْمَ الْجَمَلِ عَنْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ قَتِيلٍ , فَسَارَ عَلِيٌّ مِنْ لَيْلَتِهِ فِي الْقَتْلَى مَعَهُ النِّيرَانُ فَمَرَّ بِمُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَتِيلًا , فَرَدَّ رَأْسَهُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ , فَقَالَ: يَا حَسَنُ , السَّجَّادُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قَتِيلٌ كَمَا تَرَى , ثُمَّ قَالَ: أَبُوهُ صَرَعَهُ هَذَا الْمَصْرَعَ , وَقَالَ: لَوْلَا أَبُوهُ وَبِرُّهُ بِهِ مَا خَرَجَ ذَلِكَ الْمَخْرَجَ؛ لِوَرَعِهِ وَفَضْلِهِ , فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ: مَا كَانَ أَغْنَاكَ عَنْ هَذَا , فَقَالَ عَلِيٌّ: مَا لِي وَلَكَ يَا حَسَنُ. وَقَدْ كَانَ قَالَ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ: يَا حَسَنُ , وَدَّ أَبُوكَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ مَاتَ قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ بِعِشْرِينَ سَنَةً