لَوْ أَقَمْتِ؛ فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا تَرَيْنَ مَحْصُورٌ وَمُقَامُكِ مِمَّا يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ , فَقَالَتْ: «قَدْ حَلَبْتُ ظَهْرِي , وَعَرَّيْتُ غَرَائِرِي , وَلَسْتُ أَقْدِرُ عَلَى الْمُقَامِ» فَأَعَادُوا عَلَيْهَا الْكَلَامَ , فَأَعَادَتْ عَلَيْهِمْ مِثْلَ مَا قَالَتْ لَهُمْ , فَقَامَ مَرْوَانُ وَهُوَ يَقُولُ:

[البحر المتقارب]

وَحَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ الْبِلَادَ ... حَتَّى إِذَا اسْتَعَرَتْ أَجْذَمَا

فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَيُّهَا الْمُتَمَثِّلُ عَلَيَّ بِالْأَشْعَارِ , وَدِدْتُ وَاللَّهِ أَنَّكَ وَصَاحِبُكَ هَذَا الَّذِي يَعْنِيكَ أَمَرُهُ فِي رِجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا رَحَا , وَأَنَّكُمَا فِي الْبَحْرِ , وَخَرَجَتْ إِلَى مَكَّةَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى , عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ , قَالَ: كَانَ مَرْوَانُ يُقَاتِلُ يَوْمَ الدَّارِ أَشَدَّ الْقِتَالِ , وَلَقَدْ ضُرِبَ يَوْمَئِذٍ كَعْبُهُ مَا يُظَنُّ إِلَّا أَنَّهُ قَدْ مَاتَ مِمَّا بِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , قَالَ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْهَيْثَمِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , عَنْ أَبِي حَفْصَةَ , مَوْلَى مَرْوَانَ قَالَ: خَرَجَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ يَوْمَئِذٍ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ مَنْ يُبَارِزُ؟ فَبَرَزَ إِلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ شِيَيْمِ بْنِ الْبَيَّاعِ اللَّيْثِيُّ , فَضَرَبَهُ عَلَى قَفَاهُ بِالسَّيْفِ فَخَرَّ لِوَجْهِهِ , فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيُّ بِسِكِّينٍ مَعَهُ لِيَقْطَعَ رَأْسَهُ , فَقَامَتْ إِلَيْهِ أُمُّهُ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ وَهِيَ فَاطِمَةُ الثَّقَفِيَّةُ وَهِيَ جَدَّةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَرَبِيِّ صَاحِبِ الْيَمَامَةِ , فَقَالَتْ: إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلَهُ فَقَدْ قَتَلْتَهُ فَمَا تَصْنَعُ بِلَحْمِهِ أَنْ تُبَضِّعَهُ فَاسْتَحْيَا عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ مِنْهَا فَتَرَكَهُ "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015