قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ حَارِثَةَ قَالَ: كُنَّا بِصُحْبَانَ رَاجِعِينَ مِنَ الْمَدِينَةِ , فَرَأَيْتُ النَّاسَ يَرْكُضُونَ وَإِذَا هُمْ يَقُولُونَ: انْزِلْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم، فَرَكَضْتُ مَعَ النَّاسِ حَتَّى تَوَافَيْنَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم , فَإِذَا هُوَ يَقْرَأُ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] , فَلَمَّا نَزَلَ بِهَا جَبْرَائِيلُ قَالَ: يُهَنِّئُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَلَمَّا هَنَّأَهُ جَبْرَائِيلُ هَنَّأَهُ الْمُسْلِمُونَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْقَارِئُ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ إِمَامَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَلَمَّا قُتِلَ بِالْقَادِسِيَّةِ , اخْتَصَمَ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فِي الْإِمَامَةِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يُقَدِّمُوا مُجَمِّعَ بْنَ حَارِثَةَ، وَكَانَ يُطْعَنُ عَلَى مُجَمِّعٍ وَيُغْمَضُ عَلَيْهِ , لِأَنَّهُ كَانَ إِمَامَ مَسْجِدِ -[373]- الضِّرَارِ فَأَبَى عُمَرُ أَنْ يُقَدِّمَهُ , ثُمَّ دَعَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ: يَا مُجَمِّعُ عَهْدِي بِكَ وَالنَّاسُ يَقُولُونَ مَا يَقُولُونَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ شَابًّا وَكَانَتِ الْقَالَةُ لِي سَرِيعَةٌ , فَأَمَّا الْيَوْمَ فَقَدْ أَبْصَرْتُ مَا أَنَا فِيهُ وَعَرَفْتُ الْأَشْيَاءَ. فَسَأَلَ عَنْهُ عُمَرُ فَقَالُوا: مَا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَمَا بَقِيَ عَلَيْهِ إِلَّا سُوَرٌ يَسِيرَةٌ , فَقَدَّمَهُ عُمَرُ , فَصَيَّرَهُ إِمَامَهُمْ فِي مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَلَا يُعْلَمُ مَسْجِدٌ يُتَنَافَسُ فِي إِمَامِهِ مِثْلَ مَسْجِدِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ. وَمَاتَ مُجَمِّعٌ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015