عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ أُمُّ أُسَيْدٍ بِنْتُ سَكَنِ بْنِ كُرْزِ بْنِ زَعُورَاءَ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، وَكَانَ لِأُسَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ يَحْيَى، وَأُمُّهُ مِنْ كِنْدَةَ، تُوُفِّيَ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ، وَكَانَ أَبُوهُ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ شَرِيفًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَئِيسَ الْأَوْسِ يَوْمَ بُعَاثٍ وَهِيَ آخِرُ وَقْعَةٍ كَانَتْ بَيْنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي الْحُرُوبِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ وَكَانَتْ هَذِهِ الْوَقْعَةُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ قَدْ تَنَبَّأَ وَدَعَا إِلَى الْإِسْلَامِ، ثُمَّ هَاجَرَ بَعْدَهَا بِسِتِّ سِنِينَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلِحُضَيْرِ الْكَتَائِبِ يَقُولُ خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ السُّلَمِيُّ:
[البحر الطويل]
لَوَ أَنَّ الْمَنَايَا حِدْنَ عَنْ ذِي مَهَابَةٍ ... لَهِبْنَ حُضَيْرًا يَوْمَ غَلَّقَ وَاقِمَا
يَطُوفُ بِهِ حَتَّى إِذَا اللَّيْلُ جَنَّهُ ... تَبَوَّأَ مِنْهُ مَقْعَدًا مُتَنَاعِمَا
قَالَ: وَوَاقِمُ أُطُمُ حُضَيْرِ الْكَتَائِبِ وَكَانَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ بَعْدَ أَبِيهِ شَرِيفًا فِي قَوْمِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَفِي الْإِسْلَامِ يُعَدُّ مِنْ عُقَلَائِهِمْ وَذَوِي رَأْيِهِمْ، وَكَانَ يَكْتُبُ بِالْعَرَبِيَّةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَتِ الْكِتَابَةُ فِي الْعَرَبِ قَلِيلًا، وَكَانَ يُحْسِنُ الْعَوْمَ وَالرَّمْيَ وَكَانَ يُسَمَّى مَنْ كَانَتْ هَذِهِ الْخِصَالُ فِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْكَامِلَ، وَكَانَتْ قَدِ اجْتَمَعَتْ فِي أُسَيْدٍ وَكَانَ أَبُوهُ حُضَيْرُ الْكَتَائِبِ يُعْرَفُ بِذَلِكَ أَيْضًا وَيُسَمَّى بِهِ.