قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ أَبُو الْهَيْثَمِ يَكْرَهُ الْأَصْنَامَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَيُؤَفِّفُ بِهَا، وَيَقُولُ بِالتَّوْحِيدِ هُوَ وَأَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَكَانَا مِنْ أَوَّلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَيُجْعَلُ فِي الثَّمَانِيَةِ النَّفَرِ الَّذِينَ آمَنُوا بِرَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَسْلَمُوا قَبْلَ قَوْمِهِمْ، وَيُجْعَلُ أَبُو الْهَيْثَمِ أَيْضًا فِي السِّتَّةِ النَّفَرِ الَّذِينَ يُرْوَى أَنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ فَأَسْلَمُوا قَبْلَ قَوْمِهِمْ، وَقَدِمُوا الْمَدِينَةَ بِذَلِكَ وَأَفْشَوْا بِهَا الْإِسْلَامَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: وَأَمْرُ السِّتَّةِ أَثْبَتُ الْأَقَاوِيلِ عِنْدَنَا إِنَّهُمْ أَوَّلُ مَنْ لَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْأَنْصَارِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا وَقَدْ شَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ الِاثْنَيْ عَشَرَ، أَجْمَعُوا عَلَى ذَلِكَ كُلُّهُمْ. وآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبِي الْهَيْثَمِ بْنِ التَّيِّهَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، وَشَهِدَ أَبُو الْهَيْثَمِ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى خَيْبَرَ خَارِصًا، فَخَرَصَ عَلَيْهِمُ التَّمْرَةَ وَذَلِكَ بَعْدَمَا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بِمُؤْتَةَ.