قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَهِيِّ يُحَدِّثُ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فِي جَيْشٍ قَطُّ إِلَّا أَمَّرَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَوْ بَقِيَ بَعْدَهُ اسْتَخْلَفَهُ» قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: أَوَّلُ سَرِيَّةٍ خَرَجَ فِيهَا زَيْدٌ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْقِرَدَةِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْجَمُومِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الْعِيصِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى الطَّرْفِ , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى حِسْمَى , ثُمَّ سَرِيَّتُهُ إِلَى أُمِّ قِرْفَةَ , ثُمَّ عَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم عَلَى النَّاسِ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ , وَقَدَّمَهُ عَلَى الْأُمَرَاءِ فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ كَانَ الْأُمَرَاءُ يُقَاتِلُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ، فَأَخَذَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ اللِّوَاءَ فَقَاتَلَ وَقَاتِلَ النَّاسُ مَعَهُ , وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى صُفُوفِهِمْ , فَقُتِلَ زَيْدٌ طَعَنَا بِالرِّمَاحِ شَهِيدًا، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم وَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لَهُ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَسْعَى» وَكَانَتْ مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ , وَقُتِلَ زَيْدٌ يَوْمَئِذٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015