بْنُ أَبِي جَهْلٍ فَحَمَلُوا عَلَى مَنْ بَقِيَ مِنَ الرُّمَاةِ فَقَتَلُوهُمْ، وَقُتِلَ أَمِيرُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَانْتَقَضَتْ صُفُوفُ الْمُسْلِمِينَ وَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ وَحَالَتِ الرِّيحُ فَصَارَتْ دَبُورًا وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ صَبًّا وَنَادَى إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ وَاخْتَلَطَ الْمُسْلِمُونَ فَصَارُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى غَيْرِ شِعَارٍ وَيَضْرِبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَا يَشْعُرُونَ بِهِ مِنَ الْعَجَلَةِ وَالدَّهَشِ، وَقُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ مَلَكٌ فِي صُورَةِ مُصْعَبٍ وَحَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَئِذٍ وَلَمْ تُقَاتِلْ وَنَادَى الْمُشْرِكُونَ بِشِعَارِهِمْ: يَا لَلْعُزَّى، يَا لَهُبَلَ، وَأَوْجَعُوا فِي الْمُسْلِمِينَ قَتْلًا ذَرِيعًا وَوَلَّى مَنْ وَلَّى مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ وَثَبَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم مَا يَزَالُ يَرْمِي عَنْ قَوْسِهِ حَتَّى صَارَتْ شَظَايَا وَيَرْمِي بِالْحَجَرِ وَثَبَتَ مَعَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا: سَبْعَةٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَسَبْعَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ حَتَّى تَحَاجَزُوا وَنَالُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فِي وِجْهِهِ مَا نَالُوا، أُصِيبَتْ رَبَاعِيَّتُهُ وَكُلِمَ فِي وَجْنَتَيْهِ وَجَبْهَتِهِ وَعَلَاهُ ابْنُ قَمِيئَةَ بِالسَّيْفِ فَضَرَبَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ وَاتَّقَاهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بِيَدِهِ فَشُلَّتْ إِصْبَعُهُ وَادَّعَى ابْنُ قَمِيئَةَ أَنَّهُ قَدْ قَتَلَهُ وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا رَعَّبَ الْمُسْلِمِينَ وَكَسَرَهُمْ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015